أعلامُـنا لم تزلْ تزهو بها القِمَم ُ ** تلوحُ خفاقة ً ترنو لها الأمم ُ
لو حدَّثَ الناسُ عنها أنهم سَمَقوا ** لأوجـِها ًكذَّب التاريخُ ما زعموا
حضارةُ الأرضِِِ ِطرا ً منْ حضارتنا ** ومن مصارفنا أفذاذها علموا
نبنى فلا الدهرُ يبلى ما نشيـِّدهُ ** ولا يَضُرُ به ِ مهما عَلا قِدم ُ
ُ
لنا الصدارةُ فى أيامنا ولنا ** ماض ٍ تفاخر بهِ السيف ُ والقلم ُ
كم جَحْفَلَ حافل ٌ ساقتهُ أُمَّتُه ُ** فى صاخب ٍ من ضجيج ِ الزحف ِ يحتدم ُ
مضى يعربد ُ فى الدنيا ويخضعها ** حتى أطلَّ علينا والأقدارُ تحتكم ُ
لم تبق منه سوى الأشلاء ُ هالكةً ** دَلَّتْ عليها طيورُ الجو والرممُ
أم تسائلت عن(برليف)كيف مضت ** جيوشنا تعبر المبنى و تقتحم ُ
وقيل عنه بأن الجنَّ ترهبه ُ ** لأن فيه شِراكُ الموتِ تـَلتهِم ُ
وهكذا كانَ إلا أننا بشرٌ ** فى شدةِ البأس يخشى بأسنا العُرَّمُ
تفرقوا بَدداً وانفضَّ جَمعٌهم ٌ ** وطاشَ سهمهمُ فى الحربِ حين رموا
قاموا بتسليم ما أخذوا بأنفسهم ** مستسلمين ولم تثبتْ لهم قدم ُ
لولا جُنوحهم للسلم ِ مابدرت ** للسلم ِ بادرة ٌ فيهم ولا سلموا
هكذا كان وليس اليأسُ يعرفنا ** فالغدُ يأتى بمثلِِ الماضِِ لا اليوم ُ