أنزلق إلى أعلى
تغيب إبداعاتى داخل الهوية القرمزية.
يترنح طائر السنونو فى هوة سحيقة.
من أعماقى..
من مشاعرى..
من آلامى..
تتدافع ترانيم الجسد إلى قاع البحر الحزين.
الليل يغفو......... يطول........ ينصهر....
إبداعى يتحول إلى سوط من لهيب الألم
تتسع بؤرة الألم ..
تتحول إلى ساحة جنائزية
تمتلئ الساحة فى أعماقى....
يخمد لهيب الاندفاع
تثور أعماقى على أعماقى
يندفع الشوق إلى المجهول
إلى الهاوية.......
إلى صوت النبض الحزين
يغيب الوجود داخلى
يختفى الألم
تذوب اللحظات.....
الجسد يتحول إلى بؤرة من اللاوجود
طائر السنونو يهيم بحثا عن شاطئ
عن أمل..
عن قلاع...
عن فارس...
تذوب الغفوة الأخيرة
ينطلق سهم الغيبية
إلى ساحة تفيض بالشهداء
أتحول. أتبدل. أنزلق....
تهيم على ساحتى غربان وأسود!
ويفيض حزنى خارج الحـدود
كترنيمة طفل يصارع البئر الخالى
أذوب. أنزلق. أندفع. أتلاشى
لا شىء يهـم !!!
انكسار الحلم
الفقر يحتل مدينتى
يعبث بما تبقى من ركام الإنسانية
تغوص المخالب المتوحشة
فى زقزقة العصافير
الصمت يعجز عن الرحيل
تتكاثر الأسوار. القيود. المحـن
تختلط أنساب الأسوار والقيود
فيتمخض كائن بالغ القسوة
الوحش الكاسر يلتهم بقايا الزمن
جنين الأمل يصاب بلوثة عقلية
فى أحشاء ملوثة بقروض البنوك
بالفساد.. بروث الأشباح
الرحمة تتحول إلى كائن أسطورى
نسمع عنه فى أمسيات العجائز
حول مدفأة فقيرة.. حقيرة
تفوح منها رائحة العـدم
تتشوه الأحلام
يثور اليأس على اليـأس
الفراغ يصير كتلة من الألم
الغدر سحق الأذين والبطين
أكباد المرضى تفترش الطرقات
يثور السؤال وينفـجر
كان لى شهيد..
كان لى حفيد..
كان لى وطـن!
القبر المهجور
حين يدفن الأمـل
فى مدينة الفساد
تهيم ترانيم الفزع
فى سحابات من الخوف الأسود
البكاء بدون دموع
الرعب يسكن فى الضلوع
إرث عميق من الحسرة .. من الأسى
من رئة تتنفس خنجرا
ظل مدفونا عشرات السنين
فى جسد خنزير لقيط
سحابة سوداء من بخار الجثث
تترنح ببطء
تلقى بمشاهد القبور
تشـــق الصــدور
تتثاقل اللحظات .. للحظات
تنتشر المخدرات
أين أطرافى ؟
أين أظافرى ؟
أين المسكنات ؟
إليك عزيزى الزائر تجربة شعرية تتسم بالعمق وثراء الأبعاد الدلالية للشاعر مازن غراب وسوف اترك لك إبداء الرأى فى قصائده
1ـ وجُوه
الغرفةُ نفسُها
المقاعد نفسُها
وجوهٌ مضتْ
وجاءتْ وجوه
نتصافحُ.. نتعانقُ..
على فراق!!
مهما طالَ السلامُ
والابتسامُ
مهما طال اللقاءُ
يئِدْهُ الفراقْ!
وتطل الوجوهُ فى الذاكرة
كمُهَندٍ شق القلبَ إلى العيون؛
لتهطلَ الدموعْ
هل من رجوعْ؟!
(الذهابُ رجوعْ).
تزحفُ الثوانْ
تحسبُها جامدةً
وهى تمر مرَّ السحابْ
تعصرُ العذابْ
ليسكر الفؤادُ الظمآنْ.
يفعل الزمنُ فِعْلتَهُ؛
يُنسينا نِسْيَتَهُ
.. وتبقى الوجوهْ!. 8 / 3 / 05
أحرث الماء
كلَّ يومٍ أحرثُ الماء
أحمل فأسى
على كتفى
عند الفجر
إلى حقلى
( حقلى ماءٌ )
أشمر عن ساعدى
وعن رجلى
وأنزل حقلى
أهوِى على الماء بالفأس
فيرتد الرذاذ على وجهى
على عينى
يتلعثم بصري
أزيح الماء عن عينى ؛
لأكمل حرثي
فأرى عينيك
بسمتَك
تتلألأ على صفحة الماء
أتوقف
أحدق فى عينيك
أنحنى
لظمئي أرشفُ
أقتربُ من وجهك
حتى إذا لمستِ الماءَ يدي
تلاشى وجهُك بيدي
أعود
فأهوِى بفأسي
وأكملُُُُ فى الماء حرثي!!!.
بلا عنوان
ها هو يقتربُ من السورِ.. كما اقتربتُ
ها هو يحاولُ أن يصعد.. كما حاولتُ
( هل وصلتُ ؟! )
دار الزمنُ
بقيَ السورُ
اغبرّ وجهُه قليلا
اندرسَ نقشُ القلب ِ عليهِ قليلا
وأنا كبرتُ
وهو انولدْ
من ظهريَ الحمولِ الجَلِدْ
هل ييئسُ من عُلو السورِ أم سيجتهدْ؟!
ها هو يقتربُ من السورِ كما اقتربتُ
دفعَ بالكرسيِّ نحوَه ؛ ليصعدْ
رقصَ الأملُ في القلبِ المجهَدْ
صعِدْ
ودمعُ الفرحِ في العينِ صعِدْ
صرختْ جدتُه خوفا
( كما جدتي )
صرخَ القلبُ له رهَفا
هل ييئسُ من عُلو السورِ أم سيجتهدْ؟!
مازن
2 / 5 / 04
السراب
لماذا تريدين أن تسرقى من عينى السراب؟!
كم رسمتُه في الطريق
دليلا لعيني
أسير غريبًا
أسير طويلا
بدون رفيق
إلا السراب!؛
فلماذا تريدينَ أن تسرقى من عينى السراب؟!
أعرف أنى حين أعانق
وحين أفارق
أنه السراب
وأعرف أنى حين العِطاش
لا يسقينى إلا السراب
( نعم، يسقينى )
فأشرب، أشربُ
حتى أسكرُ
ثم أفيق وعيني سراب!
وأعرف أنه حين الوصولْ..
- كم حلمتُ بالوصولْ!
البدءُ انقطاعٌ والنهايةُ وصول
والحقيقةُ ستشرق رغم الأفول
عندها يصير السراب ماءً
فأناديكِ
تعالي تعالي نتساقاه حتى الثمول!.
وفى يدِى الخواءْ
أخيرًا
انتهى اللقاءْ
دق الوداعُ البابْ
ها هو يدخلُ
يُسلمُ علينا فردا فردَا
(ينشقُّ الفؤادُ هدَّا)
يخرجُ وفى يديْهِ الرفيقْ
وفى يدِىَ الخواءْ
يخرجُ ويُغلقُ البابَ عليّ وحيدا
(كما دخلتُ وحيدا
أخرجُ وحيدا)
ليس معي
سوى آثارِ أقدامى
وبصماتِ يدى
ترافقُنى
فى سفريَ الطويلِ القصيرِ المجهِدِ!
أشتاقُ لِمَعينٍ من ماء
أحلُم ولو بنقطةٍ من سرابْ
فلا يحضنُ عينى سوى البكاءْ
.. ووداعِ اللقاءْ!!
25 شعبان 1426 29 سبتمبر 2005
عناقٌ وذكرى
رأيتُها في عينيكْ
الذكرى صورةٌ في الضميرْ
ليتها تجسدَتْ بين يديكْ!
الذكرى ماضٍ
هل يشرقُ من بينِ شفتَيْك؟!
صدري يلمسُ صدرَكْ
ينسالُ الألمُ من قلبي
هل أسمعَ قلبَكْ؟!
دمعي على كتِفِكْ
كم حملتْهُ عينايَ وهنًا على وهنْ
هل أوهنَكْ؟!
دع هذا العِناقْ
ألكم أنهكَهُ الفِراقْ
يحنُّ إلى ذكرى ومشهدْ
نُقِشَ على القلبِ المجْهَدْ
يا ليت المشهدَ يتجسّدْ
وهل يومًا الذكرى تتجسدْ؟!
حسبي أمنيتي:
يا ليتَ اللحظةَ أبدْ !!
تيسير
تيسيرُ
إن القلب بحبك أسيرُ
لا تعاتبينى
ما على القلب سلطانٌ إلا الهوى الحُلو المريرُ
اعذرينى
ما بيديّ التخيير
( هل حقًّا ما بيديّ التخييرُ ؟ ! )
تعالى
فلكم طال بيَ المسيرُ
أبحث عن نهدٍ يروي عطشَ غربتى
فأسقانى الهجيرُ !
فهل تبخلين يا سمراءَ الكرمِ أو تكونين " تيسيرُ " ؟
أعرفُ
أن المسافاتِ بيننا طوالٌ والعمرُ قصيرُ
وأعرفُ
أنك سترحلين وتتركين الفؤادَ وهو أسيرُ!.
23 مارس 2007
فُتنِتُ بالقمر
فُتنتُ بالقمرْ
أعرفُ أنه حين يحبُّ الشمسَ
لا يحيدُ عن وجهِها
يَرضَعُ نورا
فيُرضِعُ نورا
وحين يدورُ
يضيعُ منه النورُ
فتأكلُه الظُّـلـــَـمْْْْْ
فينبتُ فى قلبى الألـــَـــمْ
وينفطرْ ؛
موضوع: لا شـىء يهـم 
